من الجوار …..خاص
تانيد ميديا : لازالت ظاهرة العبودية تؤرق عدة مجتمعات في الجوار الإقليمي لموريتانيا….
فقد تم تداول نشطاء لفيديو يمجد الظاهرة و يزيد من ترسيخها نظرا لظروف اجتماعية و اقتصادية و معاناة طبقات و فئات مضطهدة و لا زالت تمارس عليها العبودية بشكل فج و مقيت و تحت مرأى و مسمع بل و مباركة من السلطات الحاكمة….
رغم عمل المنظمات الحقوقية و نداءات المجتمعات المدنية و المنظمات الدولية المعنية و المباشرة، فإن الظاهرة لا زالت تتمدد بل تصل في بعض الأحيان إلى حد التطهير العرقي…
ففي الجارة الشرقية تظهر فيديوهات متداولة محافظ دائرة يليماني في منطقة كايس (مالي) ، الذي يسميه البعض بمودة “الطب” دياوارا احتفالا يمجد العبودية التقليدية….
حيث تظهر امرأة عجوز على أنها شيء في خدمة الإقطاع ، بل تدعو إلى تقديم عائلتها بأكملها كعبيد خاضعين لمضيفهم الحاكم الذي يزور القرى، في إحدى المناسبات…
يظهر الفيديو المرأة و هي تغني و تمجد و تمدح الأسياد…
يعلم الجميع أن العبودية ظاهرة متجددة في المجتمعات الإفريقية كما انها ظاهرة مشينة و مقيتة و تعتبر جريمة ضد الإنسانية في كل مكان من بقاع العالم رغم الأصوات المطالبة بالقضاء عليها و وقفها ممارسة و عادة…
فقط بعض الإقطاعيين الأفارقة يقولون إنها جزء لا يتجزأ من عاداتهم و موروث ثقافي يجب الحفاظ عليه…!!!
. كيف يمكن اعتبار جريمة ضد الإنسانية كبرياء ثقافي؟ هذا يدل على درجة تخلفهم و فهمهم القاصر و محاولة ترسيخ القبلية و الفئوية…
إنها بصراحة النخب الحاكمة التي تتمسك بالكرسي و لا سبيل لذلك دون الإستغلال اللاأخلاقي للإنسان الإفريقي لأخيه، و التحكم في مصادر الثروة لتتكرس هذه التبعية و هذا الإستغلال، و الذي لا يتأتى إلا بالسيطرة على موارد الدولة و ثرواتها و التحكم فيها عن طريق أنظمة فاشية ديكتاتورية قمعية…
هنا يطرح المهتمون سؤالا : كيف سيتمكن Assimi GOÏTA الرئيس الحالي لمالي ذي التوجه (التحرري)من تحرير مالي من التفوق الإستعماري(مستعمر الأمس) بينما يروج كبار مسؤوليه لتفوق فئة واحدة من الماليين على الآخرين في الاحتفالات الرسمية، و هو -البلد الذي وصلت فيه من كل بلدان المنطقة- العبودية حد “” التطهير العرقي”” إن وجود مسؤول حكومي مالي في مثل هذه الظروف يجعلنا نضع عدة نقاط إستفهام أمام العمل الحكومي بالجارة الشرقية و انتقاد بعض نخبها و تهجمهم على الآخر (المسالم).
من الواضح أنه لا يمكن للمرء أن يدعي قيادة الوحدة الأفريقية ومعاداة الإمبريالية مع تشجيع الاحتفالات التي تمجد عبودية الأجداد العرفية بين الماليين.
فكيف سيواجه النظام حاكم دياوارا هذا الذي يشجع العبودية بين الماليين في عدة مناطق ممثلا لنظام قائم يدعي التحرر……!!؟
دعونا نتذكر أن العبودية في هذه الجارة تسببت في وقوع العديد من الضحايا من خلال الاغتيالات في قرى “سونينكي” و “الفلان” وأدت إلى طرد الآلاف من قراهم الأصلية بذريعة زائفة بأنهم يرفضون العبودية التقليدية. لماذا لا يعمل الوالي بل (النظام)على عودة هؤلاء النازحين قسراً وإعادة دمجهم بدلاً من إدارة احتفالات العبودية التي تشجع على هذه الظاهرة؟؟؟؟
يجب على الدولة المالية أن تضع قانونًا يجرم جميع مظاهر الرق وعواقبه من خلال قمع تواطؤ موظفي الخدمة المدنية والمرشدين الدينيين والزعماء العرفيين……